عدة أهل بدر
عدة أهل بدر
جملة
من حضر بدراً من المسلمين ثلاثمائة و بضعة عشر رجلاً : من المهاجرين ستة و ثمانون
رجلا ، ومن الأوس أحد و ستون رجلاً و من الخزرج مائة وسبعون رجلاً . و إنما قل عدد
رجال الأوس عن عدد الخزرج و إن كانوا أشد منهم و أصبر عند اللقاء ، لأن منازلهم
كانت في عوالي المدينة فلما ندبوا للخروج تيسر ذلك على الخزرج لقرب منازلهم . و قد
اختلف أئمة المغازي و السير في أهل بدر : في عدتهم ، و في تسمية بعضهم ، اختلافاً
كثيراً ، و قد ذكرهم الزهري ، و موسى بن عقبة ، و محمد بن إسحق بن يسار ، و محمد
بن عمر الواقدي ، و سعيد بن يحيى الأموي في مغازيه ، و البخاري ، و غير واحد من
المتقدمين ، وقد سردهم ـ كما ذكرتهم ـ ابن حزم في كتاب السيرة له ، و زعم أن
ثمانية منهم لم يشهدوا بدراً بأنفسهم وإنما ضرب لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم
بأسهمهم ، فذكر منهم : عثمان و طلحة و سعيد بن زيد . و من أجل من اعتنى بذلك من
المتأخرين الشيخ الإمام الحافظ ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد
المقدسي رحمه الله تعالى ، فأفرد لهم جزءاً و ضمنه في أحكامه أيضاً .
و أما المشركون فكانت عدتهم كما قال صلى الله عليه
و سلم ما بين التسعمائة إلى الألف . و قتل من المسلمين يومئذ أربعة عشر رجلاً :
ستة من المهاجرين ، وستة من الخزرج ، و اثنان من الأوس . و كان أول قتيل يومئذ
مهجع مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، و قيل رجل من الأنصار اسمه حارثة بن سراقة
. و قتل من المشركين سبعون ، و قيل : أقل ، و أسر منهم مثل ذلك أيضاً . و فرغ رسول
الله صلى الله عليه و سلم من شأن بدر و الأسرى في شوال .

ليست هناك تعليقات